March in Perusia: by Hazem Kawasmi مسيرة المائة ألف في بيروجيا


Uno dei 200.000


  كم أدهشني اليوم وأنا أشارك في المظاهرة السلمية في إيطاليا من مدينة بيروجيا حتى مدينة أسيسي، حب الشعب الإيطالي للسلام وتصميمهم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وموقفهم الرافض للحرب على العراق ومن كافة الظلم الواقع على الشعوب في العالم. شارك في هذه التظاهرة العالمية الضخمة التي تتكرر كل عامين حوالي مائة ألف متظاهر، وساروا خمسة […]


CondividiShare on FacebookTweet about this on TwitterEmail to someoneGoogle+
March in Perusia: by Hazem Kawasmi مسيرة المائة ألف في بيروجيا

 

كم أدهشني اليوم وأنا أشارك في المظاهرة السلمية في إيطاليا من مدينة بيروجيا حتى مدينة أسيسي، حب الشعب الإيطالي للسلام وتصميمهم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وموقفهم الرافض للحرب على العراق ومن كافة الظلم الواقع على الشعوب في العالم.

شارك في هذه التظاهرة العالمية الضخمة التي تتكرر كل عامين حوالي مائة ألف متظاهر، وساروا خمسة وعشرين كيلومتر، رافعين اليافطات للسلام وضد الحرب والاحتلال. وقد شارك في هذه المسيرة وفد من فلسطين بالإضافة إلى وفود من كافة الدول المحتلة والمضهدة في العالم بما فيها من العراق وأفغانستان وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وقد أكد المتحدثون الفلسطينيون، في كلمات لهم قبل انطلاق المسيرة، على ضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتأكيد حق العودة للاجئين، ووقف سياسة التهجير العرقي التي مارستها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 وما زالت تمارسها حتى يومنا هذا. كما شرح الوفد الفلسطيني للآلاف المتظاهرة مدى الظلم الواقع على شعبنا من قتل واعتقالات يومية ومداهمات للمدن وتهديم للبيوت والإذلال اليومي على الحواجز والجدار العنصري والحصار الظالم على قطاع غزة وإبقاء 12،000 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بالإضافة إلى سياسة الفصل العنصري "الأبارتايد" التي يمارسها الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وتقسيمه إلى كانتونات منفصلة تعزل السكان عن بعضهم البعض وتقضي على معيشتهم.

ولم يكن معظم المتحدثين من مختلف أنحاء العالم مجاملين في حدثيهم عن الاضطهاد والظلم الواقع على الشعوب المستضعفة خاصة من قبل الولايات المتحدة وحليفاتها التي تشاركها الحروب في أفغنستان والعراق وتساند الاحتلال في فلسطين. حيث تحدثت ناشطة أمريكية عن ضرورة محاكمة جورج بوش كمجرم حرب لأنه سبب البلاء في الشرق الأوسط ومآسي أخرى كثيرة في آسيا وأمريكا اللاتينية ومسؤول عن قتل الملايين من الأبرياء. وقالت بأنها تشعر بالأسى لأن دولتها تشن الحروب وتقتل الملايين بلا سبب وأنها تحذر من حرب ظالمة قادمة على إيران. كما أكدت أنه بعد انتهاء الحرب الباردة، قامت الولايات المتحدة بخلق عدو جديد تحت عنوان "الإرهاب" وألصقوه بالمسلمين، وأن أمريكا سوف تواصل خلق أعداء جدد لها حتى تستمر بتبرير ضرورة تواجد قواعدها العسكرية في مختلف أنحاء العالم والسيطرة على منابع البترول والثروات العالمية والتحكم بالشعوب.

كما أكد متحدثون آخرون من إيطاليا ومن مختلف دول العالم أن الإرهاب هي صفة غير مرتبطة بالمسلمين أو بالدين الإسلامي، فقد يكون الإرهابي مسلم أو مسيحي أو يهودي أو غيره، وخير مثل على ذلك الإرهاب الذي يقوده بوش وإدارته باسم الدين وكذلك الإرهاب التي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني.

وقد أدهشني مدى التعاطف والوعي الشعبي الايطالي والدولي الكبير مع الشعب الفلسطيني. وبالرغم من إبداء الجميع، بلا استثناء، امتعاضهم من الانقسام بين فتح وحماس، إلا أنهم أكدوا أنهم لا ينخدعوا بالتضليل الإعلامي المبرمج التي تمارسه إسرائيل وأمريكا وحتى الإعلام الأوروبي. فمن الجدير بالذكر هنا أن كثير من وسائل الإعلام الإيطالية التي يسيطر عليها الصهاينة قاطعوا المؤتمر والمسيرة الحاشدة، بالرغم من أن كل ما طالبه المحتشدون هو إنصاف الشعوب المظلومة والفقيرة ونشر العدل والسلام لكل فرد في هذا العالم والدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان.

وكان من بين المتحدثين أيضاً يهود اسرائيليون طالبوا بفرض الحصار الدولي على إسرائيل ومعاقبتها على استمرارها في احتلالها للأراضي الفلسطينية واقترافها كافة الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاها لحقوق الإنسان. وأكدوا أن الإسرائيليون يجب أن يتحملوا المسؤولية ويعترفوا بذلك أمام المجتمع الدولي.

إن هذا التعاطف الشعبي الدولي الكبير يظهر أن العالم ما زال بخير، وأن القوى المحبة للعدل والسلام ما زالت معنا وتدعم قضيتنا، وكل ما نحتاجه اليوم هو وحدتنا لنستطيع أن نستقطب مزيداً من الدعم والمساندة حتى نحصل على حريتنا ونستعيد حقوقنا كاملة غير منقوصة.

CondividiShare on FacebookTweet about this on TwitterEmail to someoneGoogle+

Lascia un commento